الانتقال الى المحتويات

هل يضغط شهود يهوه على الناس ليغيِّروا دينهم؟‏

هل يضغط شهود يهوه على الناس ليغيِّروا دينهم؟‏

 كلا على الاطلاق.‏ تذكر مجلتنا الرئيسية برج المراقبة:‏ «ان الضغط على الناس لتغيير دينهم امر خاطئ».‏ a وذلك لعدة اسباب.‏

هل نبشر كي نهدي الناس الى ديننا؟‏

 اطاعة لوصية الكتاب المقدس،‏ نحن ننادي بتعاليمه «الى اقصى الارض»،‏ مبشِّرين «علانية ومن بيت الى بيت».‏ (‏اعمال ١:‏٨؛‏ ١٠:‏٤٢؛‏ ٢٠:‏٢٠‏)‏ وعلى غرار المسيحيين الاولين،‏ نُتهَم احيانا بالهداية غير الشرعية.‏ (‏اعمال ١٨:‏​١٢،‏١٣‏)‏ غير ان هذه الادعاءات عارية من الصحة.‏ فنحن لا نرغم احدا على تبنِّي معتقداتنا.‏ على العكس،‏ نحن نؤمن بحق كل فرد في اكتساب المعرفة واتِّخاذ قراره الخاص بناءً على ذلك.‏

 فنحن لا نغصب الناس على تغيير عقيدتهم الدينية.‏ كما اننا لا نمارس نشاطا سياسيا تحت ستار الدين ولا نغري الناس بالمكاسب المادية او الاجتماعية كي ينضموا الينا.‏ وهذا يتباين مع بعض المدعين المسيحية الذين يسيئون الى المسيح بأفعال كهذه.‏ b

هل يحق للشخص ان يغيِّر دينه؟‏

ترك النبي ابراهيم دين اهله

 نعم.‏ يُظهر الكتاب المقدس انه من حق الشخص ان يغيِّر دينه.‏ فهو يأتي على ذكر كثيرين تركوا بمحض اختيارهم عبادة اهلهم كي يعبدوا اللّٰه.‏ ومن بين هؤلاء ابراهيم‏،‏ راعوث‏،‏ بعض سكان اثينا،‏ والرسول بولس‏.‏ (‏يشوع ٢٤:‏٢؛‏ راعوث ١:‏​١٤-‏١٦؛‏ اعمال ١٧:‏​٢٢،‏٣٠-‏٣٤؛‏ غلاطية ١:‏​١٤،‏٢٣‏)‏ من جهة اخرى،‏ يعطي الكتاب المقدس الانسان مطلق الحرية ان يسيء الاختيار ويترك العبادة التي يرضى عنها اللّٰه.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٩‏.‏

 هذا وإن الاعلان العالمي لحقوق الانسان،‏ الذي وصفته الامم المتحدة بأنه «اساس القانون الدولي لحقوق الانسان»،‏ يؤيِّد حق المرء في تغيير دينه.‏ فهو يذكر ان لكل شخص «حرية تغيير ديانته او عقيدته».‏ كما يحق له «استقاء الانباء والافكار وتلقيها وإذاعتها»،‏ بما في ذلك الافكار الدينية.‏ c ولا شك ان هذه الحقوق تحمل في طياتها واجب احترام حقوق الآخرين في التمسك بمعتقداتهم ورفض الافكار التي لا يقتنعون بها.‏

هل تغيير المرء دينه يعني انه لا يحترم عادات وتقاليد العائلة؟‏

 كلا على الاطلاق.‏ فكلمة اللّٰه تحثنا ان نحترم الجميع بغض النظر عن دينهم.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٧‏)‏ كما ان شهود يهوه يطيعون وصية الكتاب المقدس ان يكرموا والديهم ولو كانت معتقداتهم مختلفة.‏ —‏ افسس ٦:‏​٢،‏٣‏.‏

 غير ان البعض لا يتبنّون نظرة الكتاب المقدس هذه.‏ تروي امرأة تربَّت في زامبيا:‏ «في مجتمعنا،‏ كان تغيير الدين .‏ .‏ .‏ يُعتبَر دليلا على عدم الولاء وخيانة للعائلة والمجتمع».‏ وهذا ما اختبرته هذه المرأة شخصيا في مراهقتها حين بدأت تدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه وقررت بُعيد ذلك ان تغيِّر دينها.‏ تقول:‏ «اخبرني والداي تكرارا انهما مستاءان جدا مني وأنني خيَّبت املهما.‏ فوضعني ذلك في موقف صعب لأن رضى والديّ بالغ الاهمية بالنسبة إليّ.‏ .‏ .‏ .‏ ان اختياري الولاء ليهوه وليس للتقاليد الدينية لا يعني اني انكرت ولائي لعائلتي».‏ d

a انظر عدد ١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٢ من مجلة برج المراقبة الصفحة ١٢ الفقرة ١٥.‏

b على سبيل المثال،‏ اصدر شارلمان نحو سنة ٧٨٥ ب‌م مرسوما في سكسونيا يقضي بتنفيذ عقوبة الاعدام في كل مَن يأبى ان يعتمد ويصبح مسيحيا.‏ كذلك وقَّعت الاطراف المتنازعة في الامبراطورية الرومانية المقدسة عام ١٥٥٥ ب‌م «صلح اوغسبورغ»،‏ وهي تسوية اتاحت لكل حاكم محلي ان يختار بين المذهب الكاثوليكي الروماني واللوثري وأن يفرض هذا المذهب على رعاياه.‏ اما مَن كان يرفض اعتناق مذهب الحاكم فتوجب عليه ان يرحل.‏

c ترد حقوق مماثلة في «الميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب»،‏ «الاعلان الاميركي لحقوق الانسان وواجباته»،‏ «الميثاق العربي لحقوق الانسان» لسنة ٢٠٠٤،‏ «اعلان حقوق الانسان الصادر عن اتحاد دول جنوب شرق آسيا»،‏ و«العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية».‏ ولكن حتى الدول التي تتعهد بأن تكفل هذه الحقوق تتفاوت في درجة التزامها بذلك على ارض الواقع.‏

d يهوه هو اسم اللّٰه حسبما يكشف الكتاب المقدس.‏